بقلم: حجازي إبراهيم
قال الله تعالى: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)﴾ (الأنفال).
المتأمل في الواقع العالمي والناظر لما يدور في العالم الإسلامي يدرك حجم المؤامرة التي دُبِّر لها بليل وخطط لها في الظلام لوقف المدِّ الإسلامي، ومنع الصحوة الإسلامية في ديار المسلمين من أن تأخذ مداها وتقتلع ما سواها لتنهض أمتهم وترتفع رايتهم فيعم العدل وتنتشر الرحمة وتتحقق المساواة ويتمتع الجميع بالحرية، ويأمن الجميع- مَن أسلم ومَن لم يُسلم - على نفسه وماله وعرضه.
إنهم يعملون ليلَ نهارَ حتى لا يحكم الإسلام ديار المسلمين، ومَن ثَمَّ دخلوا في صراعٍ مع المسلمين لاجتثاث الإسلام من أوروبا، وتُمثِّل ذلك في إسقاط الخلافة، وتحويل تركيا إلى دولةٍ علمانية، هذا في بداية القرن الماضي، وفي آخرة حالوا دون قيام دولة إسلامية في البوسنة والهرسك وكوسوفو.. والشيشان.
وفي الوقت الذي أسقطوا فيه الخلافة، وحالوا دون أن تقوم للإسلام دولة بينهم، عملوا بكل ما أوتوا من قوة لزرع دولة يهودية في ديار المسلمين تكون قاعدة لهم لنشر الفساد، وتخريب البلاد الإسلامية وتمزيق الدول العربية ونشر الفرقة والعداء فيما بينهم وإشعال الحروب بين أبناء البلد الواحد لينعموا هم بالراحة ويسعدوا بالاستقرار بيننا.
ثم تقدموا خطوةً أخرى فما إن كادت الحرب بين أفغانستان وروسيا تضع أوزارها حتى فاجأتهم أمريكا بالعدوان وتدمير الأخضر واليابس.. ثم كانت حرب العراق.. والتدخل في السودان.. وتدخل أثيوبيا في الصومال بالنيابة عن أمريكا.
ثم كانت جريمة العصر بحصار غزة، فلما صمدت ولم يؤت الحصار أكله الذين كانوا يهدفون إليه بإسقاط خيار المقاومة من المعدلة، وإسقاط حكومة حماس وجعل الشعب ينقلب عليهم.
بل كانت حسرتهم حين وجدوا الشعب كله مع الحصار والحرمان يلتف حماس وحول خيار المقاومة، وينصرف عن خيار الاستسلام الذي لم يجنوا منه إلا الخزي والعار والقتل لأبنائهم مقرونًا بالدمار.
لما وجدوا من الشعب ذلك كانت الجريمة التي لم يشهد التاريخ مثيلاً لها بالاعتداء على غزة بالطيران والدبابات من الجو ومَن البحر ومن البر والعالم كله يتفرج بما فيهم الأمة العربية والإسلامية، والأدهى والأمر موقف حكومات دول الجوار الذين سقطوا في فخ السلام بل الاستسلام لشراذم صليبية، وبدلاً مَن أن يهبوا بنجدتهم بالسلاح والمال والرجال والطعام والشراب والدواء.. بدلاً من أن يفعلوا ذلك أمسكوا بالحبل الذي لفه الأعداء حول رقبة غزة لتلفظ أنفاسها الأخيرة على أيديهم.
ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ويُعلي رايته ويرفع كلمته ولو كره المجرمون، ولو كره الكافرون، وبدت بشائر النصر تلوح في الأفق، وما ذلك على الله بعزيز.
ولا ندري بماذا سيطلع علينا الغد.. ولعله نصرٌ من الله وفتح قريب
ولكننا نؤكد لكل مسلمٍ أن ما يدور رحاه في العالم الآن هو الرغبة في القضاء على الأمة المسلمة، وأنها حرب لاجتثاث كل مَن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله من على ظهر البسيطة، وإننا لنجزم يقينًا بأنها حرب صليبية من سلسلةِ حروبهم المتوالية على مدار التاريخ، وليس ذلك ضربًا من الظن، ولكنه ما أعلنه كبيرهم "بوش" ويومها قالوا: زلة لسان وسوء ترجمة من لسانٍ إلى لسانٍ، لكن ربنا يقول:﴿قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ( آل عمران: من الآية 118).
فهل يعقل المسلمون ما جاءهم عن ربهم؟
وهل يعقل أولئك التاريخ القريب.. احتلال فرنسا للجزائر وسوريا ولبنان، ومن قبلها محاولتها احتلال مصر، واحتلال إنجلترا لمصر والسودان، وفلسطين والعراق.. واحتلال إيطاليا لليبيا.. ودعوى فرنسا أن الجزائر ولاية فرنسية وحاولوا طمس كل معالم إسلاميتها بهدم المساجد، وطمس عروبتها بهجر اللغة العربية وجعل الفرنسية لغة التعامل في الدواوين والمصالح، وكذلك فعلت إيطاليا بليبيا.
فماذا كانت عاقبة هؤلاء جميعًا؟
هل استقرَّ لهم قرارٌ على تلك الأرض، أم مادت من تحتِ أقدامهم، ودحرتهم على أعقابهم خاسرين، وصدق الله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ (11)﴾ (محمد).
قوة الإيمان قبل قوة الساعد والسلاح
حين يتحدث المفسرون الأوائل عن القوة المطلوب إعدادها في الآية يقصرونها على القوة المادية، ولا يعرجون على قوة الإيمان؛ لأن ذلك معلومٌ من الدين بالضرورة آنذاك، فالمسلمون في العصور الأولى قد عمر الإيمان قلوبهم، وكانت قوة الإيمان تدفع بهم لنشر نور الإسلام وهداية البشرية الضالة الحائرة إلى ما فيه خيرهم ولم يضنوا في سبيل ذلك بأموالهم ولا بأرواحهم وإنما قدموها رخيصةً في سبيل الله، طمعًا في الشهادة التي ترتقي بالمسلم إلى أعلى الدرجات، في جنات عرضها السموات والأرض.
هذه القوة الإيمانية كانت سرُّ انتصارهم وكانت هي أعظم القوى في ميدان الجهاد.
يقول الإمام البنا- رحمه الله- متحدثًا عن القوة: "أما القوة فشعار الإسلام في كل نظمه وتشريعاته، فالقرآن الكريم يُنادي في وضوحٍ وجلاء: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الأنفال).
والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" بل إن القوةَ شعار الإسلام حتى في الدعاء، وهو مظهر الخشوع والمسكنة، واسمع ما كان يدعو به النبي- صلى الله عليه وسلم- في خاصة نفسه ويعلمه أصحابه ويناجي به ربه: "اللّهُمّ إِنّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمّ وَالْحَزَنِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدّيْنِ وَقَهْرِ الرّجَال" ألا ترى في هذه الأدعية أنه قد استعاذ بالله من كل مظهر من مظاهر الضعف:
ضعف الإرادة: بالهم والحزن.
وضعف الإنتاج: بالعجز والكسل.
وضعف الجيب والمال: بالجبن والبخل.
وضعف العزة والكرامة: بالدين والقهر؟
فماذا تريد من إنسان يتبع هذا الدين إلا أن يكون قويًّا في كل شيء شعاره القوة في كل شيء؟
فالمسلمون لا بد أن يكونوا أقوياء ولا بد أن يعملوا في قوة.
ثم يقول بعد ذلك: ونحن نعلم أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان، ثم يلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح، ولا يصح أن توصف جماعة بالقوة، حتى تتوفر لها هذه المعاني جميعًا، وأنها إذا استخدمت قوة الساعد والسلاح وهي مفككة الأوصال، مضطربة النظام، أو ضعيفة العقيدة خامدة الإيمان، فسيكون مصيرها الفناء والهلاك".
.
قال الله تعالى: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)﴾ (الأنفال).
المتأمل في الواقع العالمي والناظر لما يدور في العالم الإسلامي يدرك حجم المؤامرة التي دُبِّر لها بليل وخطط لها في الظلام لوقف المدِّ الإسلامي، ومنع الصحوة الإسلامية في ديار المسلمين من أن تأخذ مداها وتقتلع ما سواها لتنهض أمتهم وترتفع رايتهم فيعم العدل وتنتشر الرحمة وتتحقق المساواة ويتمتع الجميع بالحرية، ويأمن الجميع- مَن أسلم ومَن لم يُسلم - على نفسه وماله وعرضه.
إنهم يعملون ليلَ نهارَ حتى لا يحكم الإسلام ديار المسلمين، ومَن ثَمَّ دخلوا في صراعٍ مع المسلمين لاجتثاث الإسلام من أوروبا، وتُمثِّل ذلك في إسقاط الخلافة، وتحويل تركيا إلى دولةٍ علمانية، هذا في بداية القرن الماضي، وفي آخرة حالوا دون قيام دولة إسلامية في البوسنة والهرسك وكوسوفو.. والشيشان.
وفي الوقت الذي أسقطوا فيه الخلافة، وحالوا دون أن تقوم للإسلام دولة بينهم، عملوا بكل ما أوتوا من قوة لزرع دولة يهودية في ديار المسلمين تكون قاعدة لهم لنشر الفساد، وتخريب البلاد الإسلامية وتمزيق الدول العربية ونشر الفرقة والعداء فيما بينهم وإشعال الحروب بين أبناء البلد الواحد لينعموا هم بالراحة ويسعدوا بالاستقرار بيننا.
ثم تقدموا خطوةً أخرى فما إن كادت الحرب بين أفغانستان وروسيا تضع أوزارها حتى فاجأتهم أمريكا بالعدوان وتدمير الأخضر واليابس.. ثم كانت حرب العراق.. والتدخل في السودان.. وتدخل أثيوبيا في الصومال بالنيابة عن أمريكا.
ثم كانت جريمة العصر بحصار غزة، فلما صمدت ولم يؤت الحصار أكله الذين كانوا يهدفون إليه بإسقاط خيار المقاومة من المعدلة، وإسقاط حكومة حماس وجعل الشعب ينقلب عليهم.
بل كانت حسرتهم حين وجدوا الشعب كله مع الحصار والحرمان يلتف حماس وحول خيار المقاومة، وينصرف عن خيار الاستسلام الذي لم يجنوا منه إلا الخزي والعار والقتل لأبنائهم مقرونًا بالدمار.
لما وجدوا من الشعب ذلك كانت الجريمة التي لم يشهد التاريخ مثيلاً لها بالاعتداء على غزة بالطيران والدبابات من الجو ومَن البحر ومن البر والعالم كله يتفرج بما فيهم الأمة العربية والإسلامية، والأدهى والأمر موقف حكومات دول الجوار الذين سقطوا في فخ السلام بل الاستسلام لشراذم صليبية، وبدلاً مَن أن يهبوا بنجدتهم بالسلاح والمال والرجال والطعام والشراب والدواء.. بدلاً من أن يفعلوا ذلك أمسكوا بالحبل الذي لفه الأعداء حول رقبة غزة لتلفظ أنفاسها الأخيرة على أيديهم.
ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ويُعلي رايته ويرفع كلمته ولو كره المجرمون، ولو كره الكافرون، وبدت بشائر النصر تلوح في الأفق، وما ذلك على الله بعزيز.
ولا ندري بماذا سيطلع علينا الغد.. ولعله نصرٌ من الله وفتح قريب
ولكننا نؤكد لكل مسلمٍ أن ما يدور رحاه في العالم الآن هو الرغبة في القضاء على الأمة المسلمة، وأنها حرب لاجتثاث كل مَن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله من على ظهر البسيطة، وإننا لنجزم يقينًا بأنها حرب صليبية من سلسلةِ حروبهم المتوالية على مدار التاريخ، وليس ذلك ضربًا من الظن، ولكنه ما أعلنه كبيرهم "بوش" ويومها قالوا: زلة لسان وسوء ترجمة من لسانٍ إلى لسانٍ، لكن ربنا يقول:﴿قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ( آل عمران: من الآية 118).
فهل يعقل المسلمون ما جاءهم عن ربهم؟
وهل يعقل أولئك التاريخ القريب.. احتلال فرنسا للجزائر وسوريا ولبنان، ومن قبلها محاولتها احتلال مصر، واحتلال إنجلترا لمصر والسودان، وفلسطين والعراق.. واحتلال إيطاليا لليبيا.. ودعوى فرنسا أن الجزائر ولاية فرنسية وحاولوا طمس كل معالم إسلاميتها بهدم المساجد، وطمس عروبتها بهجر اللغة العربية وجعل الفرنسية لغة التعامل في الدواوين والمصالح، وكذلك فعلت إيطاليا بليبيا.
فماذا كانت عاقبة هؤلاء جميعًا؟
هل استقرَّ لهم قرارٌ على تلك الأرض، أم مادت من تحتِ أقدامهم، ودحرتهم على أعقابهم خاسرين، وصدق الله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ (11)﴾ (محمد).
قوة الإيمان قبل قوة الساعد والسلاح
حين يتحدث المفسرون الأوائل عن القوة المطلوب إعدادها في الآية يقصرونها على القوة المادية، ولا يعرجون على قوة الإيمان؛ لأن ذلك معلومٌ من الدين بالضرورة آنذاك، فالمسلمون في العصور الأولى قد عمر الإيمان قلوبهم، وكانت قوة الإيمان تدفع بهم لنشر نور الإسلام وهداية البشرية الضالة الحائرة إلى ما فيه خيرهم ولم يضنوا في سبيل ذلك بأموالهم ولا بأرواحهم وإنما قدموها رخيصةً في سبيل الله، طمعًا في الشهادة التي ترتقي بالمسلم إلى أعلى الدرجات، في جنات عرضها السموات والأرض.
هذه القوة الإيمانية كانت سرُّ انتصارهم وكانت هي أعظم القوى في ميدان الجهاد.
يقول الإمام البنا- رحمه الله- متحدثًا عن القوة: "أما القوة فشعار الإسلام في كل نظمه وتشريعاته، فالقرآن الكريم يُنادي في وضوحٍ وجلاء: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الأنفال).
والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" بل إن القوةَ شعار الإسلام حتى في الدعاء، وهو مظهر الخشوع والمسكنة، واسمع ما كان يدعو به النبي- صلى الله عليه وسلم- في خاصة نفسه ويعلمه أصحابه ويناجي به ربه: "اللّهُمّ إِنّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمّ وَالْحَزَنِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدّيْنِ وَقَهْرِ الرّجَال" ألا ترى في هذه الأدعية أنه قد استعاذ بالله من كل مظهر من مظاهر الضعف:
ضعف الإرادة: بالهم والحزن.
وضعف الإنتاج: بالعجز والكسل.
وضعف الجيب والمال: بالجبن والبخل.
وضعف العزة والكرامة: بالدين والقهر؟
فماذا تريد من إنسان يتبع هذا الدين إلا أن يكون قويًّا في كل شيء شعاره القوة في كل شيء؟
فالمسلمون لا بد أن يكونوا أقوياء ولا بد أن يعملوا في قوة.
ثم يقول بعد ذلك: ونحن نعلم أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان، ثم يلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح، ولا يصح أن توصف جماعة بالقوة، حتى تتوفر لها هذه المعاني جميعًا، وأنها إذا استخدمت قوة الساعد والسلاح وهي مفككة الأوصال، مضطربة النظام، أو ضعيفة العقيدة خامدة الإيمان، فسيكون مصيرها الفناء والهلاك".
.
الجمعة 18 فبراير 2011, 13:43 من طرف halima
» فهمي هويدي يكتب :عن مشكلة حماس
الجمعة 18 فبراير 2011, 13:27 من طرف halima
» ما الذي تستطيع فعله لكي تجاهد الكترونيا ؟
الخميس 15 يوليو 2010, 19:20 من طرف OmarDz
» حركة "حماس"
الخميس 15 يوليو 2010, 19:19 من طرف OmarDz
» صور الاعتداء على قافلة الحرية
السبت 05 يونيو 2010, 10:19 من طرف الصافي
» لذة العبادة
السبت 27 فبراير 2010, 23:39 من طرف يحيى الجزائري
» الفرق بين الامتحانين
الخميس 24 سبتمبر 2009, 23:08 من طرف يحيى الجزائري
» يا رَبْ سَاعدْني
الخميس 24 سبتمبر 2009, 22:56 من طرف يحيى الجزائري
» ان الله يحبك , كيف لا تحبه
الأربعاء 24 يونيو 2009, 00:32 من طرف معيوف6